غزة 24/6/2010 سنرجع يومًا-
مدينة غزة تربعت كباقي المدن الفلسطينية فى عمق التاريخ حيث كانت ولازالت لها مكانتها الدينية والتاريخية والسياسية والجغرافية بين مدن العالم القديم والحديث أيضا.. غزة هاشم التي تحتل موقعاً جغرافياً هاماً على ساحل البحر الأبيض المتوسط جعلها مهداً لحضارات عدة ومطمعا للغزاة على مدار التاريخ وهي ليست من المدن العابرة بين سطور التاريخ و لكنها أحد أهم نواصي التاريخ. وذكر نادي غزة الثقافي أنه تم الإعلان رسميا منتصف هذا الأسبوع عن اكتشاف موقع أثرى وتاريخي جديد فى حي الدرج في قلب مدينة غزة يعود تاريخه للعهد المملوكي أو العثماني على اقل تقدير حيث عثرت طواقم تتبع لبلدية غزة على منزل مكون من غرفتين يعود تاريخ بنائهما للحقبة العثمانية أو عصر المماليك وأفادت طواقم البلدية أن الاكتشاف تم أثناء عمليات ترميم كانت تقوم بها البلدية فى الحي وسط المدينة وحسب خبراء ومختصين فإن هذا المنزل شيِدَ قبل نحو 800 عام مما يشير إلى أهمية مدينة غزة منذ عصور طويلة حيث يستدعى منا تكثيف الجهود وحشد الطاقات والإمكانات لحمايتها من المد والتوسع العمراني الحديث الذي يهدد مكانتها التاريخية والدينية والحضرية.وسبق أن عثرت طواقم فلسطينية مطلع العام الحالي نحو 1300 قطعة نقدية فضية يزيد عمرها عن 300 عام قبل الميلاد في مدينة رفح جنوب قطاع غزة والذي يؤكد أهمية المدينة وما لعبته من دور بارز فى حقب التاريخ المختلفة القديم والمعاصر. وأعرب نادي غزة الثقافي عن قلقه الشديد حيال مستقبل مدينة غزة التراثى بسبب المد العمرانى والحضري الكبير غير المسبوق, كما يحذر من الإهمال الشديد بحق المرافق الأثرية والدينية التي تقع فى وسط مدينة غزة نتيجة عدم الاهتمام من قبل القطاع الخاص والمستثمرين والجهود الخجولة التي تبذل لحمايتها. وعدم وجود اهتمام يرقى لحد حمايتها بكافة الأشكال وغياب المشاريع الرسمية والخاصة.كما أبدى النادي تخوفه الشديد من حالة التلاشي التي تتعرض لها معالم المدينة شيئاً فشيئاً نتيجة التوسع العمرانى والتسابق على امتلاكها ليس على نحو يخدم تراثها وتاريخها بل بهدف تجارى وعمراني استثماري بحت.ودعا النادي الجهات الرسمية والمؤسسات الدولية و المعنية والمهتمين لبذل مزيد من الجهود ووضع الخطط والآليات لحماية المواقع الأثرية والدينية والتاريخية التي تُبْرز الوجه الحضاري للمدينة . كما دعا إلى تشكيل مجلس مختص فنيا وإداريا ومهنيا منسجماً لحماية المدينة القديمة من كل الأخطار المحدقة بها مع المطالبة بالاستمرار في البحث و التنقيب وضرورة التبليغ عن أي مواقع أو قطع أثرية يتم العثور عليها للجهات الرسمية وخاصة مع استمرار اكتشاف مواقع أثرية جديدة بين الفينة والأخرى.وإلى إطلاق حملة تشمل توعية السكان بأهمية هذه الآثار وكيفية الحفاظ عليها وطرق حمايتها وتعريفهم بتاريخ المدينة العريق.وطالب بتأسيس صندوق تعويضات وإعمار خاص بحماية المواقع الأثرية والدينية في القطاع وضرورة وقف الهدم والحفريات العشوائية في المناطق الأثرية وتجريمها وملاحقة مخالفيها وفق القانون.نادي غزة الثقافي يذكر أن نادي غزة الثقافي هو ناد يضم نخبة من شباب مدينة غزة من الذين يتمتعون بخبرة فى العمل المجتمعي والثقافي يسعون إلى إنشاء معلم فى مدينة غزة يعبر عن تاريخها وشكلها الحضاري والثقافي بحيث يشكل رافعة وحاضنة لزوار المدينة والوفود الرسمية وغير الرسمية القادمة إلى المدينة من جهة واعتباره مرجعا وملتقى لسكان المدينة وعائلاتها ومثقفيها وشبابها ومبدعيها من جهة أخرى. يسعى النادي مع مرور الوقت إلى حشد كل الطاقات والإمكانات والاستعانة بكل الشركاء المحليين والخبراء والمؤسسات والأندية والمبادرات ذات الصلة للمساهمة فى خلق حالة نشطة ومهتمة بالجوانب الثقافية والتراثية والحضارية وذلك من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تعبر عن ماضي المدينة وواقعها وحاضرها